الأحد، 17 مايو 2015

في كل امرأة تعيش رغبة في القضاء على رجلها. كيف يحدث هذا؟ - فلاديمير جيكارنتسيف


إن الزوجة والحبيبة والصديقة، وبشكل خاص الزوجة، دائماً تقرن بالأم. لماذا؟ لأن الأم هي الحب الأول عند الصبي. إن صورة الأم تنغرس فيه منذ طفولته المبكرة وتحتل النصف الأنثوي من وعيه، وعن طريقها ينظر إلى العالم وإلى النساء الأخريات، ولهذا لا مجال أمامه إلا اختيار شبيهة لأمه أو نقيضة لها في حال نبذه لأمه. فصورة الأم وأفكارها وسلوكها وعاداتها مغروسة في داخله، في عقله.

ولهذا السبب يشعر الرجل أمام زوجته بمشاعر الذنب نفسها الناتجة عن تصرفاته المستقلة، كالتي يشعر بها أمام أمه. ما أصل هذا الشعور بالذنب؟

عندما يكون الطفل في الرحم، تكون الأم والطفل متحدين، وعندما يولد الطفل تحصل الأم على فرصة لرؤيته. فما الذي تراه؟ ترى طفلاً منفصلاً عنها، وبانفصاله صار في مقدوره العيش والتصرف مستقلاً. وهذا الأمر مخيف دائماً بالنسبة للأم. وعندما يتولد لديها خوف من خسارة ابنها، تبدأ بلومه على تصرفه باستقلالية. إنها تريده أن يكون دائماً بجانبها وتريد السيطرة على جميع أفعاله كي لا تفقده. وهكذا يظهر لديه الخوف والإحساس بالذنب لأنه يفعل شيئاًً بدون أن يسألها، أي باستقلالية. وبهذه الطريقة تقوم الأم بمساعدة الذنب بإعادة الارتباط المفقود مع طفلها وتحصل ثانية على إمكانية التحكم بحياته.

ولهذا فإن الزوجة تتحكم بسهولة بزوجها، بسبب شعور الذنب الموروث هذا، فتجعله منقاداً لها، ومع الزمن يبدأ بالخوف من زوجته ويسعى وراء أبسط الأمنيات كالهروب من البيت والسهر مع أصدقائه الذين تكرههم خفية عنها، وخيانة زوجته مع إحداهن ومن ثم العودة إلى البيت، إلى منشاره المنزلي الغالي "زوجته".

وعندما يصبح الرجل منقاداً لزوجته، تشعر الزوجة تجاهه بالازدراء و... تصبح في الفراغ. فقد عادت إلى حيث بدأت، وبالإضافة إلى ذلك فقد سممت نفسها.

إحدى السيدات كانت تكرر باستمرار أن زوجها لم يحقق ذاته كرجل، وأنه لا شيء ولا أحد. وكانت تكرر ذلك بشكل مفرط لدرجة أنني سألتها أربعة أسئلة فقط: أين تعملين؟ وكم تقبضين؟ وأين يعمل زوجك؟ وكم يقبض؟

وتبين أنها موظفة براتب بسيط بينما هو لديه مشروعه الخاص وهو يكسب أكثر بكثير منها. وصُدمت هذه المرأة عندما أدركت هذه المعلومات، ففي كل امرأة تقريباً تعيش رغبة في القضاء على الرجل الموجود بجانبها. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق